بسم الله الرحمن الرحيم
تقرير فعاليات الحفل الختامي لدورة الذكر الميسر (الشرق
عمر الله قلوبكم باليقين والثبات ، وأوقاتكم بالنفع المستمر بعد الممات
كل لذة مهما كانت عظيمة تتناقص تدريجيا عند تعاطيها إلا لذة القرب منه سبحانه والأنس بكلامه ، ومناجاته ، لا أخالها إلا تزداد تدريجيًا ، وهذا مالمسته اليوم جلياً في حفل ختام أنشطة دورة الذكر الميسر والتي بلغت من العمر سبع سنين ، ولم يمل روادها من معاودة الدراسة بها كل عام رغم أنها دورة مكثفة لحفظ القرآن الكريم ومراجعته تتخللها دروس وعظية وتربوية.
وفي كل عام تنمو وتكبر وتزداد بهاء وحسنا ، حتى بلغ عدد طالباتها قرابة الألف ونيفا ، في خمسة فروع ، في كل فرع قرابة 17 حلقة .
ومن أميز مارأيته من تطور هذه السنة إنشاء حلقة خاصة بالأكاديميات تضم بِضعَ دكتورات فاضلات ، وقد أوصتني إحداهن ممن بلغت سن الرشد – مأجورة مشكورة - باستغلال ثواني عمري الذهبية ، وقنص الفرص المتاحة والدورات المطروحة في الساحة
لأنها لم تكن موجودة حين كانت في عمري ، ومع ذلك فلم تيأس ولم تفتر ولم تخجل أن تعود لمقاعد الطلب بعد أن بلغت من المناصب مبلغها لتتعلم كتاب الله حفظاً وفهماً وقد انشغلت عنه بالأبحاث العلمية الشرعية والأمور الحياتية.
هذا وقد زار الدورة وفد من الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن لمتابعة سيرها ، والوقوف على مناشطها وبرامجها ممثل في : فضيلة الشيخعبدالرحمن الهذلول نائب مدير الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم .
وفضيلة الشيخ إبراهيم الخضيري رئيس القسم النسائي في الجمعية الخيرية .
وفضيلة الشيخ فهد التركي مدير مركز الروضة لتحفيظ القرآن الكريم.
وقد انبهروا من كثرة إقبال الأخوات على هذه الدورة المكثفة وحرصهن على الاستمرار ، وأبدوا إعجابهم وثنائهم وختموه بصادق دعائهم .
بدأت الدورة مسيرها يوم السبت الموافق 23/7/1432هـ وانتهت صبيحة هذا اليوم الأربعاء الموافق 19/8/1432هـ بحفل تكريمي لمشاعل النور والخير لحافظات كتاب الله كله أو بعضه ، وقد شُنفت آذان الحاضرات بنماذج من تلاوة الدارسات رطبت القلوب ، وحلقت بها في مراقي الصعود .
كما استفاد الأخوات من وصايا الشيخ د. محمد الخضيري – وفقه الله وسدده – الذي سجلها صوتيا وأرسلها مع زوجه وبناته الذين شَرُفَتِ الدورة بالتحاقهم بها ، ومما جاء في وصاياه قوله :
1. تلاوة القرآن وحفظه عمل عظيم لا يدانيه قربة ، ولن يكون عظيم القدر وكبير الأثر إلا بالإخلاص .
2. تعاهدوا القرآن لأنه سريع التفلت ، والوسائل المتاحة في هذا العصر لتعاهده كثيرة جدا ، ولاتخفى على شريف علمكم ومن أهمها : تعاهد قراءته بالصلاة وخصوصا في جنح الظلام فإن نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا [المزمل : 6]
3. مدارسة القرآن مع الإخوان لها أثر في فهم مقاصده ، وبركة عظيمة في تدبره ، على خلاف مايحصل للإنسان منفردا ، وقد حرص سلفنا الصالح على هذا النوع من المدارسة لما فيه من زيادة علم وإيمان .
4. العناية الفائق بالتدبر لأنه سبب لتغيير القلب والأخلاق والسلوك والإقبال على الله ، والتدبر يستطيعه كل شخص فهو أوسع من التفسير ، وله وسائل معينه منها: تكرار الآيات.
وختم كلامه بقول : آمل أن تتوسع دائرة هذه الدورة وتنقل هذه التجربة الناجحة لأماكن عدة.
وأعقب هذه الوصايا الجليلة من الشيخ الفاضل فقرة انطلاق الذات والتي تمركزت حول أربعة محاور : سمو الهدف ، وسر الخلوات ، والسعادة ، والصبر . وهي من إعداد بعض الدارسات .
ثم حان موعد لقاء الأم ببناتها والأخت بأخواتها فكانت كلمة المشرفة على الدورة د. نوال العيد – وفقها الله وسددها – مختصرة ومركزة ، أُوجزها في هذه النقاط :
1. هنيئا لك يوم أن عشت أعظم أيام حياتك مع كتاب الله فأبشري بقوامها لأن الله يقول : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (1) قَيِّمًا [الكهف : 1 ، 2] فالقرآن قوام الحياة والقلب والأسرة والمجتمع إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ [الإسراء : 9] فمن أرادت أن يقيم الله أمرها وذكرها فالقرآن سبيلها .
2. ليس الهدف من هذه الدورة كثرة المحفوظ بل الهدف تهيئة جو ترتبطي فيه بالقرآن قلبا وقالبا ، وتكون علاقتك به مستمرة في الدنيا والبرزخ حتى ترتقي به في درجات الجنة .
3. في زمن الفتن لن ننجوا إلا بالقرآن ، فهذه سورة الكهف التي فيها قوارب النجاة من الفتن افتتحها الله واختتمها بذكر كلامه ، مقررا أنه لانجاة إلا بالتمسك به .
4. لايستحق حلة الكرامة في الآخرة إلا من أكرم نفسه بأخذ القرآن في الدنيا .
5. إذا لم يضبط المؤمن وقته انفرط كحبات العنب حين تنفرط من عنقودها وتتناثر وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا [الكهف : 28].
6. الإنجاز الحقيقي هو محافظتك على المكتسب الذي اكتسبتيه ، فليست العبرة بنقص البدايات بل بكمال النهايات .
7. أكبر خطأ ترتكبيه في حق نفسك أن تجعلي للقرآن فضلة وقتك وآخره ، فمن عِزة الكتاب العزيز ألا يبقى إلا عند من يكرمه ويتعاهده ويتعلمه .
ثم تقدمت الأستاذة فتحية مريشد أم سالم المديرة التنفيذية للدورة لتكريم المتميزات هي والمشرفة العامة د. نوال العيد - وفقهما الله - .
وقبل تكريم المتميزات كرموا من خدم حافظات كتاب الله من الأخوات العاملات ، وكانت لفتة أخلاقية رائعة .
ثم حان التتويج !!
ما أجملها من لحظات ، والشفاه تتمتم رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [البقرة : 127]
في ذاك الجو الروحاني اختلطت دموع الفرح بفضل الله مع دموع الخوف من القول الثقيل الذي حواه صدورهن إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا [المزمل : 5] والأمانة المناطة بهن للحفاظ عليه والعمل به وتبليغه خالصا لوجهه الكريم.
وفي خضم تلك المشاعر المتلاطمة تأتي بشارة الأستاذة آمنة العمر باتصال مباشر من أخيها الشيخ د. ناصر العمر – وفقهما الله وسددهما – أبى إلا أن يُذكر الأخوات بنعمة الله عليهن ، ويوصيهن بتعاهد القرآن ، وأشاد بوحدة الصف وتكاتف الداعيات على الخير وأثنى على عمل د. رقية المحارب وتصرفها الحكيم حيث أنها – وفقها الله وسددها – افتتحت أربع حلقات لمدارسة صحيح البخاري ، ثلاثة منها في مقر دورة الذكر الميسر بالرغم أنه بوسعها إنشائها في أماكن أخرى غير أنها آثرت أن تشترك مع ابنتها د. نوال العيد في مكان واحد وهذا أقوى في العمل كما صرح د. ناصر – وفقه الله –.
وخُتم الحفل بكلمة د. رقية المحارب – وفقها الله وسددها- المشرفة على حلقات صحيح البخاري ، ومما جاء في قولها :
1. من ساقها الله لمثل هذا الخير فقد حَظِيت بالاختصاص ، ومن خصها الله فحري بها أن تفرح قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ [يونس : 58]
2. فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا قال فبذلك : إشارة إلى أن هذا الفرح سبقه مراحل وهي : أ. الهداية .
ب. الصبر والمجاهدة التي يتعلق بها قدر من البلاء والمشقة، أو إيذاء الناس ، أو الانشغال ، أوالكسل والفتور ... إلى غير ذلك مما تتطلبه المجاهدة .
ج. الإمامة .
د. اليقين .
ب. الصبر والمجاهدة التي يتعلق بها قدر من البلاء والمشقة، أو إيذاء الناس ، أو الانشغال ، أوالكسل والفتور ... إلى غير ذلك مما تتطلبه المجاهدة .
ج. الإمامة .
د. اليقين .
3. أوصي بالعناية باللغة العربية لأنها تعين على تذوق فهم القرآن والنظر في إعجازه .
4. " خيركم من تعلم القرآن وعلمه " الخيرية ثابتة وأنتم جئتم لها .
5. إن أردت الفرح بالقرآن تحصيلا فاقرئي في سنة رسول الله .
6. أفضل ما يفسر به كلام الله بعد كلامه سنة رسوله .
وقد حفظ طالبات السنة النبوية 200 حديث في شهر كامل
مع قراءة مختصر الزبيدي على صحيح البخاري كاملا ، في كل يوم يقرأن قرابة 37صفحة ، واعتمدن طبعة دار ابن القيم وابن عفان مع مقابلتها ببعض الطبعات .
علما أن الدوام في الدورة من الساعة السابعة إلى الحادية عشرة والنصف يوميا عدا يومي الخميس والجمعة .
هذه تجربتهن سطرتها بين أيديكم راجية أن يتقبلها الله منهن وأن تنقل تجربتهن الناجحة في أماكن عدة .
فلا عزة و لا شرف ولا كرامة إلا بالتمسك بالوحيين.
فلا عزة و لا شرف ولا كرامة إلا بالتمسك بالوحيين.
لاسيما وأنا نعيش في ظل هذا العالم الملغوم بالشهوات والشبهات
الموبوء بالفتن والزلات
الموبوء بالفتن والزلات
فلا عصمة ولانجاة بغير كلام رب البريات ، وسنة إمام المكرمات .
محبة دورة الذكر الميسر : أبرار